المتحف القومى بالاسكندرية
متحف الأسكندرية القومي هو أحد متاحف مدينة الإسكندرية في مصر.
الزائر لمدينة الإسكندرية سيشعر بالمتعة الثقافية الكبيرة لدى زيارته متحف الإسكندرية القومي الكائن في طريق الحرية «شارع فؤاد» بباب شرق قريبا من وسط المدينة، حيث يوجد المتحف داخل قصر أبيض بناه العام 1928 أحد أثرياء الإسكندرية وهو تاجر الأخشاب «أسعد باسيلي».حيث شُيِّد القصر على الطراز الإيطالي، وظل مقيما به حتى العام 1954م، ثم باعه للسفارة الأميركية ليتحول القصر آنذاك إلى مقر للقنصلية الأميركية، حتى اشتراه المجلس الأعلى للآثار العام 1996م.وجرى ترميمه وإعداده كمتحف يجمع قرابة 1800 قطعة أثرية متميزة تم الحصول عليها من مختلف المتاحف المصرية مثل المتحف المصري والإسلامي والقبطي بالقاهرة، المتحف اليوناني الروماني، الآثار الغارقة، والآثار الإسلامية بالإسكندرية، ليكون متحفا قوميا للإسكندرية، وافتتحه الرئيس مبارك في أول سبتمبر العام 2003م.
عند بداية دخولك المتحف يتم استعراض تاريخ مصر من الأقدم إلى الأحدث، فعند دخولك لبهو القصر ستجد السهم يشير لك ببداية الزيارة من العصر الفرعوني الذي يشغل طابقين تحت الأرض.
حيث تقع بالطابق الثاني تحت الأرض مقبرة فرعونية تم نقلها إلى هذا المكان بالمومياء الخاصة بها، ويشمل أيضا نماذج متعددة لأغطية القبور الفرعونية والتماثيل والآنية التي كانت تُصاحب الميت في قبره..
وبصعودك للطابق الأول تحت الأرض تجد تاريخ مصر الفرعونية يسير متسلسلاً من الدولة القديمة إلى الدولة الوسطى ثم الحديثة، ومن أهم القطع الموجودة وتمثِّل الدولة القديمة تمثال الكاتب المصري، ومجموعة من الأواني عُثر عليها بهرم الملك زوسر.
كما توجد مجموعة من التماثيل تعبِّر عن تحوِّل الفن في عصر الدولة الوسطى من المثالية إلى الواقعية، كما يظهر ذلك بوضوح في تمثال الملك أمنمحات الثالث.
أما عصر الدولة الحديثة فيعتبر أزهى العصور الفنية، فقد جمع الفن في هذه الفترة بين واقعية مدرسة «طيبة» ومثالية مدرسة «منف»، فنتج عن هذا أجمل القطع الفنية، والتي يضم المتحف منها بعض القطع النادرة كرأس للملكة حتشبسوت، رأس للملك إخناتون، مجموعة تماثيل لتحتمس الثالث، الإله آمون، والملك رمسيس الثاني.
آثار يونانية
إلى هنا انتهت جولتنا في الطابقين الأول والثاني تحت الأرض، لننتقل إلى الطابق الأول من القصر حيث يوجد القسم اليوناني الروماني الذي يضم آثارا من عصور مختلفة كالهللينستي واليوناني والروماني، وقد بدت لي أثناء الزيارة كلمة العصر الهللينستي غير واضحة فبحثت عن معناها ووجدت أنها فترة في التاريخ القديم كانت فيها الثقافة اليونانية تزخر بالكثير من مظاهر الحضارة في ذلك الحين.
زخارف العصر القبطي
وبنهاية هذه الجولة تنتهي حقبة زاخرة من تاريخ مصر لننتقل بعدها إلى مراحل مغايرة تماما لكل منها طابعها المستقل، فصعودا إلى الطابق العلوي من القصر سنجد قاعات لثلاثة عصور وهي القبطي والإسلامي والعصر الحديث، وهي تمثل فترة حكم الأسرة العلوية لمصر حتى قيام ثورة يوليو 1952م.
ويحتوي القسم القبطي على مجموعة أدوات كانت تستخدم في الحياة اليومية، وهي أدوات معدنية من النحاس والفضة والبرونز، كما يضم أيضا مجموعة من الأيقونات وهي لوحات خشبية يصوَّر عليها موضوع ديني، ومن أهمها أيقونة السيد المسيح والعشاء الأخير
أما قاعة العصر الإسلامي فتضم مجموعة من الزجاج والخزف والآنية التي ترجع لعصور إسلامية مختلفة، ومن أبرز المعروضات في هذا القسم مجموعة من الأسلحة القديمة مثل السيوف والبنادق المستعملة في الحروب، ومن أغربه تلك البندقية العملاقة التي كانت تُستخدم في حماية القلاع وهي ثقيلة للغاية لا يستطيع الجندي حملها بسهولة، لذا يتم تثبيتها في مكان يتمركز فيه الجندي لإطلاق النار...
وهناك بالطابق نفسه من المتحف قاعة للعُملة تضم عُملات لمجموعة عصور مختلفة ومنها مجموعات عملات عُثر عليها تحت الماء في خليج أبي قير للعصور القديمة المختلفة مثل عصر الاسكندر الأكبر، ومجموعة عملات أخرى ترجع للعصرين البيزنطي والإسلامي..
أما آخر قاعة بالمتحف فهي قاعة القسم الحديث من تاريخ مصر، وتشمل مجموعة متنوعة من مقتنيات أسرة محمد علي من الفضة والذهب والمجوهرات التي كان يستخدمها أمراء وملوك الأسرة العلوية..
وفي نهاية الجولة يمكنك عزيزي الزائر التقاط بعض الصور التذكارية مع بعض القطع الأثرية الفرعونية الموضوعة في حديقة القصر، وهذا هو المكان الوحيد بالمتحف المسموح التصوير به.